نجاح لعبة Indiana Jones and the Great Circle التي طوّرتها MachineGames يبدو أنه لم يكن مجرد إنجاز عابر، بل بات نقطة انطلاق محتملة لسلسلة جديدة في عالم ألعاب الفيديو.
خلال مقابلة جديدة مع Phil Spencer، رئيس قسم الألعاب في شركة مايكروسوفت، تمّ التطرق إلى مستقبل السلسلة وما إذا كانت هناك خطط لتطوير أجزاء قادمة.
إجابة سبنسر كانت دبلوماسية من ناحية، وواضحة من ناحية أخرى، إذ عبّر عن سعادته الكبيرة بالاستقبال الإيجابي الذي لاقته اللعبة، وأثنى على الجهد الذي بذله فريق MachineGames لتحقيق هذه النتيجة، ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه يفضل منح الفريق حرية كاملة في تحديد مشروعه التالي.
هذه النقطة الأخيرة تعكس فلسفة مايكروسوفت الجديدة في إدارة استوديوهات الطرف الأول، وهي منح المطورين مساحة للإبداع دون إجبارهم على الالتزام بسلاسل معينة، حتى لو كانت ناجحة.
لكن رغم تلك الحرية الظاهرية، فإن الإشارات التي تتواتر من Lucasfilm Games، الشركة المالكة لحقوق Indiana Jones، تعطي انطباعاً قوياً بأن التكملة قد لا تكون خياراً، بل مسألة وقت لا أكثر.
اللعبة التي صدرت على منصات Xbox Series وPC، حظيت باهتمام كبير منذ لحظة الإعلان عنها، والفضل في ذلك يعود إلى أمرين رئيسيين: أولاً اسم Indiana Jones الذي يمتلك وزنه الثقافي والإعلامي، وثانياً السمعة الممتازة التي يتمتع بها فريق MachineGames بعد نجاحه في تطوير سلسلة Wolfenstein.
تمكن الفريق من تقديم تجربة مغامرات سينمائية عالية الجودة تمزج بين الألغاز، الاستكشاف، والأكشن بمنظور الشخص الأول، وهي تركيبة نادرة الوجود في السوق حالياً.
أداء اللعبة التجاري والنقدي يعزز الاحتمالات بشأن وجود جزء ثانٍ قيد الدراسة أو على الأقل ضمن النقاشات الداخلية.
هذا النوع من النجاحات عادة لا يمر مرور الكرام في صناعة الألعاب، خصوصاً إذا ما كان هناك إجماع من اللاعبين والنقاد على جودة التجربة.
وPhil Spencer، رغم حرصه على عدم التصريح بشكل مباشر، يعرف تماماً أن الاستثمار في عنوان ناجح هو قرار تجاري ذكي يصب في مصلحة المنصة وخدمة Game Pass على المدى البعيد.
كلمات مثل "أريد منح الفريق الحرية لتحديد مشروعهم المقبل" تعكس توازناً بين الثقة والإدارة الذكية، ولكنها لا تنفي في الوقت نفسه وجود نوع من التوجيه غير المباشر، خاصة في ظل الحماس الذي أبدته Lucasfilm Games تجاه اللعبة.
الشركة عبّرت صراحة عن رغبتها في رؤية المزيد من مشاريع Indiana Jones، وهذه الرغبة ليست عاطفية بقدر ما هي تجارية، كون اللعبة شكّلت نجاحًا يمكن البناء عليه لتوسيع العلامة التجارية في مجال الألعاب، خصوصًا مع توجه ديزني العام لتعزيز حضور شخصياتها الكلاسيكية في هذا القطاع.
من الناحية الإبداعية، فإن عالم Indiana Jones غني بالاحتمالات السردية والبيئات المختلفة، الأمر الذي يمنح فريق التطوير حرية كبيرة لتقديم تجارب جديدة دون الحاجة إلى الابتكار الجذري.
التاريخ، الأساطير، المواقع الأثرية، والأعداء الغامضين جميعها عناصر قابلة للتوظيف في أجزاء لاحقة، ما يجعل تطوير سلسلة كاملة أمراً منطقياً بل ومرغوباً فيه من جمهور الألعاب.
الاهتمام بتوسيع نطاق عناوين الألعاب المبنية على أفلام كلاسيكية بات توجهاً واضحاً في الصناعة، لا سيما مع التحولات الكبيرة التي تشهدها خدمات الاشتراك مثل Xbox Game Pass، والتي تعتمد على محتوى حصري يجذب اللاعبين ويعزز قيمة الاشتراك الشهري.
وجود عنوان قوي مثل Indiana Jones ضمن مكتبة Game Pass يمكن أن يكون عامل جذب رئيسي، خاصةً إذا تم الترويج له كحصرية مستقبلية تستفيد من القاعدة الجماهيرية للفيلم واللعبة معاً.
أما من جهة MachineGames، فإن التطوير لتكملة أو جزء ثانٍ ليس أمراً مفروغاً منه رغم كل الدلائل المشجعة. الفريق قد يختار التوجه نحو مشروع مختلف كلياً، سواء ضمن عوالم أصلية أو حتى بإحياء عناوين كلاسيكية أخرى.
لكن في حال تقاطع هذا التوجه مع رغبة Lucasfilm Games ومع مايكروسوفت التي تسعى إلى تعزيز مكتبة ألعابها بحصريات قصصية قوية، فإن العودة إلى عالم Indiana Jones تبدو كخيار منطقي بل وربما ضروري.
الجمهور أيضاً يلعب دورًا مهمًا في التأثير على قرارات الشركات. التفاعل الإيجابي، الطلب المستمر على محتوى إضافي، والنقاشات الواسعة على منصات التواصل كلها عناصر ترفع من احتمالية اتخاذ قرار تطوير جزء جديد.
إذا استمرت اللعبة في تحقيق أرقام قوية على صعيد عدد اللاعبين والتفاعل على Game Pass، فإن مايكروسوفت لن تتردد في إعطاء الضوء الأخضر لتكملة تحافظ على الزخم وتؤسس لسلسلة طويلة الأمد.
ومن الجدير بالذكر أن تطوير جزء جديد في مثل هذه العناوين لا يكون بالضرورة تكراراً مباشرًا، بل يمكن أن يتخذ أشكالًا متعددة مثل ألعاب فرعية، قصص مستقلة، أو حتى مغامرات جانبية تركز على شخصيات أخرى ضمن نفس العالم.
هذا الأسلوب يمنح المطورين مساحة أكبر للإبداع، ويجنب الوقوع في فخ التكرار أو إرهاق العلامة التجارية.
في النهاية، ما قاله Phil Spencer وما عبّرت عنه Lucasfilm Games يشيران إلى أن الكرة الآن في ملعب MachineGames.
مايكروسوفت لن تفرض عليهم مشروعاً معيناً، لكنها في نفس الوقت لن تمانع إن قرروا العودة إلى Indiana Jones، خاصة في ظل النجاح الحالي والمجال الواسع الذي يمكن استكشافه سردياً وتقنياً في الأجزاء المستقبلية.
ومع تطور تقنيات التطوير واستمرار المنافسة في سوق الألعاب، فإن تقديم تجربة Indiana Jones جديدة، محسّنة وبتوجه أكثر طموحاً، قد تكون واحدة من أقوى أوراق مايكروسوفت في السنوات القادمة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire