القائمة الرئيسية

الصفحات

موجة الاشتراكات تتلاشى: ما وراء ركود إنفاق اللاعبين على خدمات الألعاب؟


 

خدمات الاشتراك في صناعة الألعاب حققت قفزة غير مسبوقة في 2020 و2021، حيث لجأ اللاعبون إلى Game Pass وPlayStation Plus وNetflix for Games بنهم، وعزّز هذا النمو النماذج الجديدة للإنفاق والولاء.



 غير أن البيانات الأخيرة التي شاركها المحلل Matt Piscatella من وكالة Circana تكشف عن جمود شبه كامل في الإنفاق منذ ذلك الحين، مما يعكس تشبّع السوق وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين بفعل التضخّم والتقلبات الاقتصادية.



 هذه الوقفة للنمو لا تعني نهاية النموذج بل تحوّلاً في ديناميكية الطلب واستراتيجية الشركات في تبنّي خطط الاشتراكات بدل الاعتماد الحصري على المبيعات التقليدية للألعاب.




منظور Piscatella يركّز على أن إنفاق اللاعبين على اشتراكات الألعاب لم يشهد أي زيادة ملحوظة بعد عام 2021، مما يضع علامة استفهام حول قدرة خدمات الاشتراك على تحقيق عوائد مستدامة.



 فقد بلغت ذروة نمو الاشتراكات حينئذٍ مستويات تاريخية، لكن مع مرور الوقت أدرك مستهلكو الألعاب حدود ميزانياتهم الشهرية، وبدأت كلمة «شبَع» تتردد في أروقة شركات تطوير الألعاب.



 النموذج أصبح أكثر مرونة، وتوجه البعض إلى خفض أسعار التجديد أو تقديم باقات مخفضة لجذب شرائح جديدة من اللاعبين دون تبنّي سياسة رفع الأسعار بصورة مطردة.




على الرغم من الركود العام، سجّلت خدمات مثل Xbox Game Pass ارتفاعاً بنسبة 12% في الإنفاق خلال الربع الرابع من العام الماضي، وذلك بفضل إطلاق لعبة Call of Duty ضمن الاشتراك. 



هذه الزيادة اللافتة تُظهر تأثير الإصدارات الضخمة على معدّلات التجديد، لكنها لم تكن كافية لتعويض التراجع في بقية الفصول. 



سباعية “Call of Duty” باعتبارها عنواناً ذا قاعدة جماهيرية ضخمة أثرت إيجابياً على النمو الفصلي، لكنها أثبتت أيضاً أن النجاحات الإفرادية لا تغني عن استراتيجية طويلة الأمد لزيادة الاشتراكات.




تحليل Circana يشير إلى أن خدمات الاشتراك ستبقى خياراً مهماً ضمن محفظة الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وسوني وNintendo وEA، لكنها لن تكون الأساس الوحيد للإيرادات.



 الاتجاه المستقبلي سيميل إلى مزج نماذج الاشتراك مع عمليات الشراء داخل اللعبة (microtransactions) والشراء المباشر للألعاب عالية السعر. كما سينمو الاهتمام بـ«الباقات المجمعة» التي تجمع عدة خدمات (مثلاً ألعاب + موسيقى + فيديو) بسعر موحد لجذب توجهات المستهلك الحديث.





رؤية Piscatella تدعو مطوري الألعاب وناشري المحتوى إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم التسويقية والتشغيلية، عبر التركيز على تقديم قيمة فعلية للمشترك باستمرار، وتقديم محتوى حصري وتجارب جديدة متجددة. 



في ظل هذه المعادلة، تبقى كلمة السر هي الابتكار في خدمات الاشتراك وتكييف نموذج نمو الاشتراكات مع متغيرات السوق وتقلبات إنفاقالمستهلكين.


تعليقات