القائمة الرئيسية

الصفحات

سوني واستوديوهاتها: حرية الإبداع أم توجه استراتيجي نحو الألعاب الخدماتية؟


شهد الجيل الحالي من منصات الألعاب تحولات كبيرة في استراتيجية سوني، حيث انتقلت العديد من استوديوهات الطرف الأول إلى العمل على مشاريع ألعاب خدماتية. كان هذا التحول جزءًا من رؤية جيم رايان، الرئيس السابق لقسم بلايستيشن، الذي أعلن بوضوح عن توجه الشركة نحو هذا النوع من الألعاب بهدف تحقيق إيرادات مستدامة عبر المعاملات الدقيقة والاشتراكات. ومع ذلك، فإن معظم هذه المشاريع لم ترَ النور، حيث تعرضت للإلغاء أو التأجيل، مما أدى إلى تراجع عدد الإصدارات الحصرية التي طالما ميزت علامة بلايستيشن.


في مقابلة جديدة، أكد شوهي يوشيدا، القائد الأسبق لاستوديوهات بلايستيشن، أن سوني لم تفرض على استوديوهاتها الانتقال إلى تطوير ألعاب الخدمات الحية. ووفقًا له، فإن استوديوهات الطرف الأول تتمتع بحرية اختيار مشاريعها دون إجبار من الشركة الأم. لكن هذا التصريح لا ينفي أن البيئة التي وفرتها سوني خلال السنوات الأخيرة دفعت العديد من الفرق إلى تبني هذا الاتجاه، خاصة مع الدعم المالي الكبير الذي تم تخصيصه للألعاب الخدماتية.


سوني، التي لطالما اشتهرت بألعابها القصصية الحصرية مثل The Last of Us و God of War و Horizon Zero Dawn، حاولت مجاراة نجاح الألعاب الخدماتية الشهيرة مثل Fortnite و Genshin Impact، والتي تحقق أرباحًا ضخمة من خلال نماذج اللعب المجاني والمعاملات الدقيقة. هذا التحول جعل بعض استوديوهات بلايستيشن تبدأ في تطوير مشاريع جديدة تتناسب مع هذه الاستراتيجية، لكن النتائج لم تكن على قدر التوقعات، حيث تم إلغاء العديد من العناوين أو إعادة النظر فيها، مما أثر بشكل مباشر على وتيرة إصدار الألعاب الحصرية التقليدية.


على الرغم من أن بعض الفرق تمكنت من الحفاظ على هويتها الأصلية والتركيز على تطوير ألعاب قصصية، إلا أن وجود استراتيجية رسمية لدعم الألعاب الخدماتية أثر على توزيع الموارد داخل سوني، مما أدى إلى تباطؤ عملية تطوير الألعاب الفردية. أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو مشروع The Last of Us Online، الذي كان من المفترض أن يكون تجربة خدماتية مستندة إلى عالم اللعبة الشهيرة، لكنه واجه مشكلات عديدة أدت إلى إعادة تقييمه. هذا يدل على أن الانتقال إلى نموذج الألعاب الخدماتية ليس بالأمر السهل، حتى بالنسبة لأكثر الاستوديوهات خبرة.


قد تكون تصريحات يوشيدا محاولة لطمأنة اللاعبين بأن سوني لا تزال ملتزمة بدعم الإبداع والاستقلالية داخل استوديوهاتها، لكن الواقع يشير إلى أن التوجه نحو الألعاب الخدماتية كان له تأثير كبير على استراتيجية الشركة. مع إلغاء العديد من المشاريع، يبدو أن سوني تعيد النظر في أولوياتها، وربما تشهد السنوات القادمة توازنًا أكبر بين الألعاب الخدماتية والألعاب القصصية التي شكلت هوية بلايستيشن لسنوات طويلة. السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت سوني ستتمكن من العودة بقوة إلى تقديم الألعاب الحصرية التي ينتظرها جمهورها، أم أن توجه الألعاب الخدماتية سيظل جزءًا رئيسيًا من استراتيجيتها المستقبلية.


Comments