في العديد من الألعاب الكبرى، تظل المعارك عنصرًا محوريًا في تحديد جودة اللعبة وتجربة اللاعب. مع The Witcher 3: Wild Hunt، حصلت اللعبة على إشادات واسعة بفضل عالمها المفتوح المعقد، القصة الجذابة، والتنوع الكبير في الشخصيات والمهام. ومع ذلك، رغم النجاح الباهر الذي حققته، كان هناك بعض النقاط التي لم تلقَ رضا كل اللاعبين، ومنها معارك اللعبة التي اعتبرها بعضهم بحاجة لتحسينات. وقد أكد المخرج سباستيان كاليمبا هذه الملاحظات في تصريحاته الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك جوانب من المعارك في الجزء الثالث كانت "ضعيفة" و"مربكة" للبعض، ووعد بأن يعمل الفريق على تحسينها في الجزء الرابع. هذا التصريح أثار الكثير من النقاشات حول حقيقة المعارك في The Witcher 3 ومدى حاجتها للتحسين في المستقبل.
في البداية، يمكن القول أن The Witcher 3 حققت تقدمًا كبيرًا في نظام القتال مقارنةً بالأجزاء السابقة. قدمت اللعبة مزيجًا بين القتال باستخدام السيوف وقدرات السحر التي يملكها البطل جيرالت، بالإضافة إلى عنصر الاستراتيجية والتخطيط لمواجهة أعداء متنوعين من خلال استخدام تعاويذ معينة. ومع ذلك، كان بعض اللاعبين يشعرون أن نظام المعارك قد يكون مكررًا في بعض الأحيان، وأن هناك بعض النقاط التي تفتقر إلى التنوع والتحدي.
أحد القضايا التي طرحها المخرج كاليمبا كانت في كيفية تنفيذ المعارك ضد الأعداء الكبار. في العديد من الأحيان، كانت المعارك مع الوحوش الضخمة تحتاج إلى التنقل السريع بين الهجمات والدفاعات، لكن نظام التحكم في هذه اللحظات كان يشوبه بعض البطء والتعقيد. التحدي كان يكمن في أن التحكم في جيرالت لم يكن دائمًا سلسًا أثناء القتال، وخاصة عندما يتعين عليه التنقل بين مجموعة من الأعداء أو التنقل في بيئة مليئة بالعوائق. بعض اللاعبين شعروا أن هذه المعارك كانت مربكة، حيث أن التنقل بين الأعداء لم يكن دائمًا مرنًا، خاصةً مع وجود أعداء متعددين في نفس الوقت.
إضافة إلى ذلك، بعض الملاحظات التي أُثيرت من قبل مجتمع اللاعبين كانت حول الذكاء الاصطناعي للأعداء، حيث وجد البعض أن الأعداء في The Witcher 3 لم يكونوا دائمًا بأعلى مستوى من التحدي. في العديد من الأحيان، كانت أعداء مثل القتلة أو الوحوش تكرر نفس الأنماط الهجومية، مما أدى إلى شعور بالتكرار. وعلى الرغم من أن بعض المعارك قد تكون صعبة، فإن تنوع استراتيجيات الأعداء في بعض الأحيان كان محدودًا، وهو ما جعل معارك معينة غير مثيرة بالمرة. في هذا السياق، كان كاليمبا يدرك أن تحسين هذه العناصر هو أمر بالغ الأهمية لتقديم تجربة قتال أكثر تنوعًا وتحديًا.
بالإضافة إلى ما سبق، كان من الملاحظ أن تفاعل جيرالت مع البيئة خلال المعارك كان بحاجة لتحسينات. في بعض الأوقات، كان اللاعب يواجه صعوبة في التفاعل مع البيئة بشكل صحيح أثناء القتال، سواء كان ذلك باستخدام العوائق في مصلحته أو التنقل بسهولة عبر مسارات ضيقة. هذه العوامل أضافت إلى شعور اللاعبين بأن المعارك كانت غير متقنة بما فيه الكفاية، وتسببت في تحديات في التحكم أثناء فترات القتال.
تجربة The Witcher 3 منحت اللاعبين شعورًا بالاستكشاف والشجاعة، لكن كان لا بد من تقديم نظام قتال يوازي هذا الشعور بالتحرر والمغامرة. وبالتالي، التصريحات الأخيرة لـ كاليمبا تشير إلى أن فريق CD Projekt Red قد استمع بشكل جاد لملاحظات اللاعبين بشأن هذه الجوانب من اللعبة، وهم يعملون حاليًا على تحسين هذه التجربة في الجزء الرابع. من المتوقع أن يتم إعادة النظر في آلية القتال في The Witcher 4 بحيث تكون أكثر سلاسة وأقل ارتباكًا أثناء المعارك مع الأعداء.
أحد التحسينات المحتملة التي قد يشهدها The Witcher 4 هو تحسين الذكاء الاصطناعي للأعداء. إذا تمكن فريق التطوير من جعل الأعداء أكثر تنوعًا وتحديًا، فإنه سيضفي تجربة قتالية أكثر إثارة. من المحتمل أيضًا أن يتم تحسين التنقل بين الأعداء بحيث لا يصبح التبديل بين الهجمات والدفاعات عملية مربكة. سيكون من المفيد إدخال نظام قتال يتيح للاعب مزيدًا من التحكم في الحركات، مما يسهم في تقديم معارك أكثر سلاسة.
إضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يتم إدخال آليات جديدة للقتال تجعل اللعبة أكثر تحديًا. يمكن أن تشمل هذه التحسينات تقديم أساليب قتالية مبتكرة، مثل تحسين الأسلحة أو تطوير نظام المهارات بحيث يصبح لدى جيرالت خيارات قتالية متنوعة. كما يمكن أن يشهد الجزء الرابع تنوعًا في أساليب الهجوم والدفاع، بحيث يستطيع اللاعب تخصيص أسلوبه القتالي وفقًا للخصوم والمواقف.
هذه التحسينات التي تحدث عنها كاليمبا تمثل تحديًا كبيرًا لفريق CD Projekt Red، حيث يسعى الفريق إلى تقديم تجربة قتالية متقنة وممتعة في نفس الوقت. الحفاظ على التوازن بين تقديم معارك مليئة بالتحدي وبين جعل اللعبة ممتعة وسلسة سيكون أمرًا بالغ الأهمية. ولذا، من المرجح أن يكون هناك تركيز على تحسين التفاعل بين اللاعب وبيئة اللعبة، مما يوفر إمكانيات أكبر في المعارك.
من الواضح أن فريق CD Projekt Red لا يقتصر على تحسين المعارك فقط، بل يسعى أيضًا لتحسين كل جوانب اللعبة بشكل عام، مما يعني أن The Witcher 4 سيكون أكثر تميزًا في مجمل عناصره. التحسينات التي يتحدث عنها كاليمبا تشير إلى أن الفريق يأخذ ملاحظات اللاعبين بعين الاعتبار ويسعى لتحسين التجربة الشاملة للمستخدم. لهذا السبب، يتطلع اللاعبون إلى The Witcher 4 كفرصة لإعادة اكتشاف عالم السلسلة بشكل جديد وأكثر إثارة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire