القائمة الرئيسية

الصفحات

شون لايدن: لم ألعب Red Dead Redemption 2 لأنني لا أملك الوقت الكافي لإنهائها



في عالم الألعاب الإلكترونية، تتنوع الألعاب من حيث أسلوب اللعب والوقت الذي يتطلبه اللاعب لإكمالها بعض الألعاب تقدم تجارب قصيرة تركز على القصة والإثارة، بينما البعض الآخر يتطلب ساعات طويلة من اللعب لاستكشاف العالم المفتوح وإتمام المهام الجانبية. وفي وقت سابق، أثار شون لايدن، الرئيس السابق لشركة سوني بلايستيشن، الجدل بتصريحاته حول الألعاب التي تحتاج إلى وقت طويل لإنهائها، مشيرًا إلى أنها قد تكون غير مستدامة من الناحية الاقتصادية وغير مناسبة لجميع اللاعبين ففي تصريح مثير، كشف لايدن عن رأيه في الألعاب الضخمة مثل Red Dead Redemption 2 التي تتطلب مئات الساعات للانتهاء منها، وقال إنه شخصيًا لم يفتح هذه الألعاب لأنه ببساطة لا يمتلك الوقت الكافي للعبها. لكن هل هذه التصريحات تعكس حقيقة صناعة الألعاب في الوقت الراهن؟ وهل حقًا أصبح من الصعب الاستمرار في تطوير ألعاب كبيرة مثل هذه؟


لايدن: الألعاب الضخمة تكلف الكثير

شون لايدن لم يكن الوحيد الذي يعبّر عن وجهة نظره تجاه الألعاب الضخمة التي تحتاج إلى وقت طويل لإنهائها. ففي الواقع، تعد هذه الألعاب، مثل Red Dead Redemption 2 وThe Last of Us من استوديو نوتي دوج، من أكثر الألعاب التي تتطلب وقتًا طويلًا لإكمالها، نظرًا لما تقدمه من عالم مفتوح غني بالتفاصيل، مهام جانبية لا حصر لها، بالإضافة إلى القصة الرئيسية المليئة بالتشويق. لكن ما يثير قلق لايدن هو التكلفة المرتفعة التي يتطلبها تطوير مثل هذه الألعاب في تصريحاته، أشار لايدن إلى أن الألعاب التي تستغرق وقتًا طويلًا في الإنتاج تتطلب ميزانيات ضخمة لا يمكن تحملها إلا من قبل الشركات الكبرى مثل روكستار، نوتي دوج، وإنسومنياك.


وفي الواقع، صناعة الألعاب أصبحت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. مع تقدم التكنولوجيا، يتم تصميم الألعاب بشكل أكبر وأكثر تفصيلًا، مما يزيد من تكاليف التطوير. عمليات التصوير، الصوت، التصميم، البرمجة، وأحيانًا استخدام تقنيات الواقع الافتراضي أو تقنيات الرسوم المتقدمة مثل الـ"موشن كابتشر"، تضاعف من المصاريف التي يتم صرفها على إنتاج اللعبة. لذلك، إذا كانت اللعبة تتطلب مئات الساعات من المحتوى، فإنه يتعين على المطورين أن يلتزموا بميزانية ضخمة لضمان أن يكون المنتج النهائي مطابقًا لمتطلبات اللاعبين.


هل هناك مشكلة في الألعاب الطويلة؟

واحدة من القضايا التي أثيرت في تصريحات لايدن هي فكرة أن الألعاب التي تتطلب وقتًا طويلًا لإنهائها قد تكون غير مناسبة لبعض اللاعبين. يمكن أن يكون هذا صحيحًا بالفعل. في حين أن بعض اللاعبين يفضلون خوض تجارب مطولة ومعقدة، إلا أن هناك آخرين يفضلون ألعابًا أسرع وأكثر تركيزًا. الوقت هو عامل محدود بالنسبة للكثيرين، ومع وجود الكثير من الالتزامات في الحياة اليومية مثل العمل أو الدراسة، قد يجد اللاعبون صعوبة في تخصيص مئات الساعات للعب لعبة واحدة.


على سبيل المثال، Red Dead Redemption 2 قد تكون إحدى أروع تجارب الألعاب التي تقدم قصة غنية وعالمًا مفتوحًا ضخمًا مليئًا بالتفاصيل، لكن الإتمام الكامل للعبة قد يتطلب ما يصل إلى 90 ساعة أو أكثر. بالنسبة للاعبين الذين لديهم وقت محدود، قد يكون من الصعب استثمار هذا القدر من الوقت في لعبة واحدة. هذا الواقع يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الألعاب الضخمة يمكن أن تكون قابلة للاستدامة في ظل المنافسة المتزايدة بين العديد من الألعاب الأخرى التي تتمتع بمحتوى أقصر أو أسلوب لعب أسرع.


الألعاب الصغيرة: الحل الأفضل للمستقبل؟

في تصريحات سابقة، عبر شون لايدن عن اعتقاده بأن صناعة الألعاب تحتاج إلى العودة إلى المشاريع الأصغر، بدلاً من التركيز على الألعاب الضخمة التي تتطلب وقتًا طويلًا لإنهائها. فكرة "الألعاب الصغيرة" ليست جديدة، ولكنها قد تكون أكثر أهمية الآن في ظل الاتجاهات الحالية في صناعة الألعاب. الألعاب الصغيرة تتمتع بعدد من المزايا التي تجعلها جذابة للكثير من اللاعبين. أولاً، هذه الألعاب غالبًا ما تتمتع بقصص مشوقة وسريعة، مما يسمح للاعبين بإتمامها في وقت قصير نسبيًا. ثانيًا، يمكن للألعاب الصغيرة أن تكون أقل تكلفة في الإنتاج، مما يسهم في جعل صناعة الألعاب أكثر استدامة.


الألعاب مثل Hades وCeleste وJourney أثبتت أنه من الممكن تقديم تجارب غنية وعميقة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا. هذه الألعاب قد تكون أقل تعقيدًا من حيث المحتوى، لكنها تبقى ممتعة وملهمة. فهي تركز على تصميم اللعب الممتع بدلاً من كونها محاولة لتقديم تجربة ضخمة ومعقدة قد تتطلب ساعات وساعات من التفاعل. من خلال العودة إلى الألعاب الأصغر، قد يتمكن المطورون من تقليل التكاليف، التركيز على الجودة بدلاً من الكمية، وفي الوقت نفسه تقديم تجربة رائعة للاعبين الذين يبحثون عن شيء أكثر توازنًا بين المدة والمتعة.


وجهات نظر متباينة حول الوقت الطويل في الألعاب!!

من الجدير بالذكر أن تصريحات شون لايدن لا تعكس بالضرورة رأي جميع اللاعبين أو المطورين. في حين أن هناك من يوافقه الرأي ويعتقد أن الألعاب الطويلة قد تكون باهظة الثمن وغير مستدامة، هناك آخرون يرون أن الألعاب ذات الوقت الطويل تمنح اللاعبين فرصة للاستمتاع بتجارب غامرة وعميقة. من جانب اللاعبين، هناك شريحة كبيرة تحب الغمر في عوالم مفتوحة، حيث لا تقتصر المتعة على القصة الرئيسية فقط، بل تتضمن أيضًا الاستكشاف والمهمات الجانبية. هؤلاء اللاعبون يرون أن الألعاب الطويلة تمنحهم شيئًا فريدًا من نوعه، وهي لا تعني فقط الوقت الذي يتم قضاؤه في اللعبة، بل تعني أيضًا عمق المحتوى الذي يتم تقديمه.


بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا المطورون الذين يعتقدون أن الألعاب الضخمة هي التي ستظل تسود في المستقبل الشركات الكبرى مثل روكستار ونوتي دوج وإنسومنياك تستثمر الكثير من الموارد في إنشاء ألعاب ذات عوالم ضخمة ومحتوى غزير. هذه الألعاب تحظى بشعبية كبيرة وتحقق إيرادات ضخمة، مما يجعلها جذابة من منظور تجاري في النهاية، النجاح التجاري قد يكون هو المحرك الرئيسي لبعض هذه الشركات للاستمرار في تقديم تجارب ضخمة.


في الختام، يثير شون لايدن نقطة هامة بشأن استدامة الألعاب الضخمة التي تتطلب وقتًا طويلاً لإنهائها. في حين أن بعض اللاعبين قد لا يمتلكون الوقت الكافي لاستكشاف كل زاوية من زوايا هذه الألعاب، إلا أن هناك آخرين يرون فيها فرصة لاكتشاف عوالم جديدة والتمتع بتجارب غنية يجب أن يكون هناك توازن بين تقديم الألعاب الضخمة والألعاب الصغيرة، بحيث يكون لدى الجميع الفرصة للاستمتاع بالتجارب التي تناسب أوقاتهم واهتماماتهم وفي النهاية، لا يزال المستقبل يحمل الكثير من الفرص للمطورين لتقديم تجارب مبتكرة تلبي احتياجات الجميع.

Comments