القائمة الرئيسية

الصفحات

John Garvin ينتقد سوني ويكشف عن استياءه بعد مغادرته فريق Bend Studio



في عالم صناعة الألعاب، غالباً ما يكون الانتقال بين الشركات والأستوديوهات جزءاً من المسار الطبيعي للمطورين والمبدعين، لكن الأمر يختلف بالنسبة لجون غارفين، المخرج السابق لفريق Bend Studio التابع لشركة سوني. ففي حين أن مغادرته الفريق قد تكون مفهومة من ناحية مهنية، إلا أن غارفين لم يترك أي فرصة دون أن يعبر عن استيائه من الطريقة التي تم التعامل بها مع أعماله وألعاب الفريق في السنوات الأخيرة.


يأتي انتقاد غارفين في وقت حساس بالنسبة لشركة سوني، التي كانت تحتفل بمرور 30 عاماً على إطلاق جهاز بلايستيشن. وفي هذا الحدث الكبير، ظهر شيء كان له وقع كبير على غارفين، وهو غياب أي من ألعاب فريق Bend Studio من الفيديو التذكاري الذي تم بثه احتفالاً بالذكرى الثلاثين. هذه الألعاب التي قدمها الفريق، مثل Syphon Filter الشهيرة و Days Gone الحديثة، لم تجد مكاناً لها في هذا العرض، وهو ما اعتبره غارفين إهانة غير مبررة لجهود فريقه طوال السنوات.


الموضوع ليس مجرد حالة من الاستياء العاطفي من غارفين تجاه شركته السابقة، بل يعكس مدى الأثر الكبير الذي خلفته هذه الأعمال على تاريخ صناعة الألعاب. فـ Syphon Filter كانت واحدة من الألعاب التي أسهمت في تعزيز سمعة بلايستيشن في أواخر التسعينات وبداية الألفية. أما Days Gone التي تم إطلاقها في عام 2019، فقد أظهرت قدرة فريق Bend Studio على تقديم لعبة مميزة تجمع بين عناصر الأكشن والعالم المفتوح، لكنها لم تحظَ بكل الاهتمام الذي كان من المفترض أن تحصل عليه.


لقد كان غارفين جزءاً من فريق تطوير Days Gone وهو يعمل كمخرج رئيسي لها، وكان من الواضح أنه يؤمن بشدة بهذا المشروع. ولكن، على الرغم من المراجعات الإيجابية التي تلقتها اللعبة من بعض النقاد والجماهير، إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي من سوني. وقد عبر غارفين في عدة مناسبات عن إحباطه من سياسة سوني تجاه الفريق وتجاه اللعبة. ففي تصريحاته العلنية، أشار غارفين إلى أن Days Gone قد تمت معالجتها بطريقة غير عادلة من قبل سوني، خاصة عندما تم الحديث عن احتمالية تطوير جزء ثاني للعبة، وهو ما لم يحدث حتى الآن. هذا النوع من التجاهل والتقليل من قيمة المشروع يعكس بعض التحديات التي يواجهها المطورون داخل الشركات الكبيرة مثل سوني.


من خلال تصريحاته في مقابلة حديثة، أضاف غارفين أن الإهمال الذي تعرض له فريق Bend Studio من قبل سوني كان مؤلماً للغاية. فقد أكد أن سوني لم تقدر حقاً الجهود التي بذلها الفريق في تطوير Days Gone، وأن الفريق بذل الكثير من العمل في تقديم لعبة مبتكرة ومميزة، لكن الشركة بدلاً من أن تدعم هذه الجهود، تخلت عنها في لحظة حاسمة. وأضاف غارفين أن عدم ظهور ألعاب الفريق في احتفالية 30 عامًا على بلايستيشن لم يكن مفاجئًا بالنسبة له، ولكنه كان بمثابة علامة واضحة على العلاقة المتوترة بينه وبين الشركة.


بينما يواصل غارفين حياته المهنية بعيداً عن سوني، يعمل حالياً على مشروعه القادم. ورغم الجفاء الذي يبدو أنه يعانيه بعد مغادرته للفريق، فإن غارفين لم يتوقف عن الابتكار في مجال صناعة الألعاب. من خلال تصريحاته الأخيرة، يبدو أن غارفين لا يزال يمتلك حماسًا كبيرًا تجاه الألعاب، ويأمل في تقديم مشروع جديد يمكن أن يحقق نجاحًا كبيرًا، سواء على مستوى المبيعات أو التقييمات النقدية.


لقد أشار غارفين في حديثه إلى أنه يتطلع للعمل على مشروع يتيح له المزيد من الحرية الإبداعية، بعيدًا عن القيود التي قد تفرضها الشركات الكبرى. وهذا ربما ما يفسر سبب توجهه إلى العمل على مشروعات مستقلة، حيث يرى في هذه المشاريع فرصة للتعبير عن رؤيته الفنية دون التدخلات التي قد تفرضها الشركات الكبرى مثل سوني. يبدو أن غارفين يريد استعادة جزء من السيطرة على مسيرته المهنية، بعد أن شعر بأن سوني قد استغلته لفترة طويلة دون أن تمنحه التقدير المناسب.


ومن المثير للاهتمام أن غارفين ليس الوحيد الذي يعبر عن استيائه من طريقة تعامل الشركات الكبرى مع فرق التطوير. في السنوات الأخيرة، بدأ العديد من المطورين في اتخاذ مواقف مماثلة، معبرين عن استيائهم من الطريقة التي تتعامل بها الشركات مع الألعاب وأعضاء الفرق الإبداعية. هذه الحركات قد تكون مؤشراً على تغييرات كبيرة في صناعة الألعاب، حيث يبدأ المطورون في المطالبة بمزيد من الاستقلالية والاعتراف بجهودهم في هذا المجال.


وفي النهاية، يظل سؤال واحد يطفو على السطح: هل ستتغير سوني في تعاملها مع فرقها في المستقبل؟ إذا كانت هناك أية دروس يمكن استخلاصها من تجربة غارفين وفريق Bend Studio، فهي أن الألعاب لا تُصنع في فراغ، وأن النجاح يتطلب تقديرًا ودعمًا مستمرًا من الشركات التي تستثمر في هذه الفرق. ولكن في نفس الوقت، قد يكون هذا التحدي حافزًا للمطورين لإثبات قدراتهم بعيدًا عن الأضواء التي قد تضعها الشركات الكبرى عليهم. هذا قد يعني بداية فترة جديدة في صناعة الألعاب، حيث يمكن للمطورين أن يحققوا النجاح بمفردهم، ويقفون في مواجهة الشركات الكبرى، بدلاً من العمل تحت ضغطها.


وفي النهاية، فإن تجربة غارفين تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المطورون في صناعة الألعاب، وتؤكد أن النجاح لا يعتمد فقط على القدرة على تطوير ألعاب رائعة، ولكن أيضًا على الدعم والاعتراف من الشركات التي تستثمر في هذه المشاريع. سوني قد تكون قد أخطأت في تقدير قيمة أعمال فريق Bend Studio، لكن في نفس الوقت، ربما تكون هذه الأخطاء قد أتاحتها فرصة للمطورين لإعادة تقييم مسيرتهم المهنية والسعي لتحقيق النجاح بعيدًا عن القيود التي تفرضها الشركات الكبرى.

تعليقات