تعد لعبة "Dragon Age" واحدة من أكثر الألعاب التي لاقت إعجابًا كبيرًا من قبل محبي ألعاب تقمص الأدوار منذ إطلاقها الأول. ومع مرور الوقت، شهدت السلسلة العديد من الإصدارات التي تركت بصمات واضحة في عالم الألعاب. ولكن مع الإعلان عن لعبة "Dragon Age: The Veilguard"، واجهت اللعبة حملات دعائية مضادة أثارت جدلاً كبيرًا في المجتمع. وفي حديث مع موقع Inverse، تحدثت Corinne Busche، المخرجة المبدعة للعبة، عن تلك الحملات والدوافع التي تقف وراءها، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي وراء تلك الحملة هو الانقسام العميق الذي تشهده صناعة الألعاب في الآونة الأخيرة. وقد تطرقت أيضًا إلى تأثير هذا الانقسام على مبيعات اللعبة، معتبرة أن الهجوم عليها غير مبرر وأنها لا تقدم مستوى سيئًا يمكن أن يبرر هذا الهجوم.
بدأت Corinne Busche حديثها بالتأكيد على أن "Dragon Age" منذ بدايتها كانت تسعى إلى منح اللاعبين فرصة لتجربة حرية كاملة في عالم اللعبة. هذه الفكرة كانت جوهرية في السلسلة، حيث كان بإمكان اللاعبين اختيار ما يريدون أن يكونوا، سواء في طريقة تطوير الشخصيات أو في اتخاذ القرارات التي تؤثر على مسار القصة. وكانت اللعبة دائمًا تمثل مساحة للاعبين ليعيشوا تجربة فريدة من نوعها، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين مختلف فئات اللاعبين. وهذا المفهوم كان أساسًا في "The Veilguard"، حيث كانت تسعى إلى تقديم نفس الفرصة للمستخدمين ليكونوا ما يريدون، سواء من حيث الشخصية أو طريقة التفاعل مع العالم الذي يعيشون فيه.
لكن، كما هو الحال في العديد من المشاريع الكبيرة في صناعة الألعاب، لم تسلم "The Veilguard" من الهجوم والانتقادات. هذه الحملة الدعائية المضادة كانت تتنوع بين العديد من الآراء التي انتقدت اللعبة بشكل حاد. وتعتقد Busche أن السبب الرئيسي وراء هذه الحملات هو الانقسام الحاد في صناعة الألعاب، حيث أصبح هذا المجال أكثر استقطابًا بين اللاعبين والمطورين، مع تزايد الانقسامات في الآراء حول ما يجب أن تقدمه الألعاب من حيث القصص أو أسلوب اللعب أو الرسوميات. هذا الانقسام قد أثر بشكل كبير على الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور مع الألعاب الجديدة، بما في ذلك "The Veilguard".
Busche أشارت إلى أن مثل هذا الانقسام في الآراء له تأثيرات سلبية على مبيعات الألعاب، حيث يصبح من الصعب على اللاعبين اتخاذ قرار شراء اللعبة عندما يشعرون بأن هناك انقسامًا كبيرًا حول مدى جودتها. وأوضحت أن هذا الانقسام يشمل نوعًا من التوقعات المرتفعة التي يصعب تلبيتها، خاصة عندما يعتقد بعض اللاعبين أن الألعاب يجب أن تتبع صيغًا معينة أو تقدم تجارب محددة جدًا لتلبية احتياجاتهم. وفي هذا السياق، قالت Busche إن "Dragon Age: The Veilguard" لم تقدم أي مستوى سيء من الجودة أو الأداء الذي يمكن أن يبرر الهجوم عليها، وأن هذه الهجمات غالبًا ما تكون مرتبطة بعوامل أخرى خارج نطاق اللعبة نفسها.
واعتبرت المخرجة أن الحملات الدعائية المضادة تساهم في تعزيز هذا الانقسام داخل المجتمع، حيث يساهم بعض اللاعبين في نشر آراء سلبية قد تكون مبنية على انطباعات غير دقيقة أو توقعات غير واقعية. لكن على الرغم من هذه الهجمات، أشارت إلى أن اللعبة قد حققت نجاحًا على الرغم من التحديات، خاصة أن هناك قاعدة جماهيرية كبيرة تحب هذا النوع من الألعاب. وأضافت أن فريق التطوير قد بذل جهدًا كبيرًا في تقديم تجربة تتماشى مع هوية السلسلة، مع تقديم أفكار جديدة تهدف إلى تعزيز الحرية الشخصية للاعبين.
وتطرقت Busche أيضًا إلى الانتقادات التي تشير إلى أن "The Veilguard" لم تلب توقعات بعض اللاعبين، خاصة فيما يتعلق بطريقة تقديم القصة أو التفاعل مع الشخصيات. لكنها أكدت أن الفريق كان حريصًا على إتاحة الفرصة للاعبين ليعيشوا تجربة فريدة تعكس رؤيتهم الخاصة، مشيرة إلى أن هذا العنصر من الحرية كان دائمًا ما يميز سلسلة "Dragon Age". بالنسبة لها، فإن تقديم تجارب متنوعة وغير نمطية هو ما يجعل اللعبة تبرز وتدفع اللاعبين إلى التفكير بطرق جديدة، بعيدًا عن الصيغ التقليدية التي قد يفضلها البعض.
ورغم الحملات الدعائية المضادة، فإن "Dragon Age: The Veilguard" تقدم رسالة قوية في عالم الألعاب، وهي أن التنوع والتغيير في الألعاب ليس أمرًا سيئًا، بل هو خطوة نحو التطور. ولأولئك الذين يهاجمون اللعبة دون مبرر، قالت Busche إن الوقت كفيل بإثبات قيمة هذه اللعبة. وأكدت أن نجاح اللعبة لا يعتمد فقط على تقييمات محدودة أو هجمات من هنا وهناك، بل على قدرتها على تقديم تجارب عميقة وجذابة للاعبين الذين يبحثون عن شيء جديد.
وأضافت Busche أن أحد الأهداف الرئيسية لفريق التطوير كان خلق عالم مرن وقابل للتخصيص يتيح للاعبين اكتشافه بطريقة مريحة وملائمة لأسلوبهم الشخصي. ورغم أن هذه الخطوة قد لا تكون محبوبة من قبل بعض اللاعبين الذين يفضلون أساليب لعب أكثر تقليدية، إلا أن اللعبة تهدف إلى جذب أولئك الذين يحبون التحديات والتجارب الجديدة.
في الختام، أكدت Corinne Busche أن "Dragon Age: The Veilguard" هي لعبة تمثل تطورًا طبيعيًا للسلسلة، وتستحق الفرصة لإثبات نفسها في سوق الألعاب التنافسي. ورغم الانقسامات العميقة التي تشهدها صناعة الألعاب في الآونة الأخيرة، فإن اللعبة تقدم تجربة فريدة تمزج بين الحرية والإبداع، مما يجعلها تستحق النجاح بغض النظر عن الحملات الدعائية المضادة التي قد تؤثر على مبيعاتها بشكل مؤقت.
تعليقات
إرسال تعليق